عنوان الكتاب: في سُلوان النفس: حديث في الترفيه وأثره في حياة الإنسان
الفهرس:
1. الترفيه في حياة الإنسان
2. كيف كان الترفيه في زمن الأجداد
3. صور من الترفيه البسيط في حياتنا اليومية
4. الفرق بين الترفيه النافع واللهو المُلهي
5. الترفيه والأسرة: كيف نزرع الفرح في البيت
6. الترفيه في زمن الشاشات: بين الإيجاب والسلب
7. نصائح بسيطة لترفيه هادف
ما خُلق الإنسان ليكدّ ويتعب طوال عمره، بل جُعل له من فسحات النفس ومباهج الروح ما يخفّف عنه مشاق الحياة. فكما أن الجسد يحتاج إلى الطعام والشراب، فإن النفس تحتاج إلى الراحة والأنس، ومتى أهمل الإنسان هذا الجانب، غلبته الهموم وركبته الكآبة.
وليس الترفيه ترفًا كما يظن بعض الناس، بل هو جزء من توازن الحياة. كان الصحابة، رضوان الله عليهم، يمازحون ويضحكون، ويقولون: "إن القلوب تملّ كما تملّ الأبدان، فابتغوا لها من الحكمة ما يروحها". ومن الحكمة أن نُرفّه عن أنفسنا وأهلينا بما هو طيب ونافع.
فالترفيه ليس شيئًا يُستهان به، بل هو من ضروريات الحياة، إذا وُضع في موضعه، وكان بقدر واعتدال. فإن الترفيه الزائد يصير تضييعًا، والنقص منه يصير شدةً وغلظة.
الفصل الثاني: كيف كان الترفيه في زمن الأجداد
لقد عاش أجدادنا حياة بسيطة، لكنها لم تكن جافةً خالية من المرح. كانوا يجدون في جلسات السمر، وقراءة القصص، والمسامرة حول نار هادئة، متعة لا توصف. لم تكن هناك شاشات ولا هواتف، ولكن كانت القلوب متقاربة، والضحكات صافية.
كان الأطفال يلعبون في الساحات، والرجال يشاركون في أمسيات الحكايات الشعبية، والنساء يتبادلن الأحاديث في جو عائلي دافئ. وكان الشعر والموشحات وأناشيد المواسم الدينية وسائل ترفيه رفيعة.
ومن أعجب ما في ترفيههم، أنه كان يجمع بين التسلية والتعليم، وبين الراحة والتربية. فكان الجدّ إذا روى قصة، ضمّنها حكمة، وإن أنشد بيت شعر، قرنه بموقفٍ من الحياة.
الفصل الثالث: صور من الترفيه البسيط في حياتنا اليومية
لا يحتاج الترفيه دائمًا إلى مال كثير، ولا إلى سفر بعيد. بل يمكن أن نجده في أبسط الأمور: في نزهة إلى الطبيعة، في حديث لطيف مع صديق، في لعبة مع الأطفال، أو حتى في قراءة كتاب طيب.
إن من الترفيه أن يأخذ المرء راحته في فنجان شاي وقت المساء، أو أن يكتب خواطره في دفتر خاص، أو أن يمارس هواية يحبها: كالرسم، أو العزف، أو الزراعة.
الترفيه ليس شيئًا خارجيًا فحسب، بل قد يكون داخليًا أيضًا، حين يختلي الإنسان بنفسه، ويسترجع ذكرياته الجميلة، أو يخطط لأحلامه القادمة.
الفصل الرابع: الفرق بين الترفيه النافع واللهو المُلهي
الترفيه النافع هو ما يُريح النفس دون أن يضيع الوقت، ويُبهج القلب دون أن يفسده. أما اللهو المُلهي، فهو ما يُغرق الإنسان في الغفلة، ويُبعده عن واجباته.
مثال ذلك: من الترفيه النافع أن تشاهد فيلمًا تربويًا أو وثائقيًا، أما اللهو المُلهي فهو أن تقضي ساعات في مشاهدة ما لا ينفع ولا يليق.
ومن الترفيه النافع أن تلعب مع أطفالك وتضحك معهم، أما اللهو المُلهي فهو أن تنشغل عن أسرتك بلعبة لا تنتهي.
الحكمة أن يكون الترفيه وسيلة للتوازن، لا سببًا للضياع. ومن عرف الحد، فقد نجا. الفصل الخامس: الترفيه والأسرة: كيف نزرع الفرح في البيت
البيت الذي يخلو من الترفيه، بيتٌ ثقيل، لا يُحب الطفل أن يعود إليه، ولا الزوجة أن تمكث فيه، ولا الأب أن يفتخر به. بينما البيت الذي يملأه المرح والأنس، هو جنة صغيرة في الأرض.
ينبغي أن يجعل الأبوان وقتًا للترفيه المشترك: جلسة أسبوعية للضحك أو اللعب أو سرد القصص. وأن يتعلم الأب أن يمازح أبناءه، وأن تبث الأم الفرح في تفاصيل البيت.
ليس العيب أن نضحك، بل العيب أن نعيش بلا لحظات سعادة. فالتربية لا تكون بالتجهم، بل بالمحبة والمزاح الرزين.
الفصل السادس: الترفيه في زمن الشاشات: بين الإيجاب والسلب
لقد غزت الشاشات بيوتنا، من الهواتف إلى التلفاز إلى الحواسيب. وصار كثير من الناس يظنون أن الترفيه لا يكون إلا من خلالها.
لكن الحقيقة أن الشاشات سلاح ذو حدين. فيها البرامج التعليمية، والأفلام المفيدة، والحوارات النافعة، ولكن فيها أيضًا ما يُفسد العقل والذوق والخلق.
فمن أراد الترفيه من خلال الشاشة، فليكن انتقائيًا، وليحدد الوقت، ولا يجعلها مصدر الترفيه الوحيد. ولتُرافقها أنشطة واقعية: كزيارة صديق، أو الخروج للنزهة، أو حتى لعبة بسيطة مع من نحب.
الفصل السابع: نصائح بسيطة لترفيه هادف
1. اجعل الترفيه وسيلة لا غاية.
2. شارك من تحب في أنشطتك، فالفرح جماعي أحلى.
3. خصص وقتًا أسبوعيًا للراحة، ولو ساعة واحدة.
4. جرّب هواية جديدة كل شهر.
5. لا تجعل الترفيه حكرًا على الشاشة.
6. اقرأ، فالقراءة أعظم ترفيه للعقل والروح.
7. لا تخجل من الضحك، فالضحك دواء.
8. راقب وقتك، فالترفيه الزائد يُنقص من الإنجاز.
9. اجعل الترفيه جزءًا من التربية.
10. وأخيرًا: تذكّر أن الراحة الحقيقية في ذكر الله، ثم في الصحبة الطيبة، ثم في العمل المتوازن.
خاتمة:
الترفيه ليس ترفًا، بل ضرورة. ولا هو مضيعة، إن حُسن استعماله. هو جسر نعبر به من هموم الدنيا إلى واحة من السكينة، لنعود بعدها أنشط وأقوى. فلنُرفّه عن أنفسنا وأهلينا بما يرضي الله ويُسعد القلب.
تعليقات
إرسال تعليق