الطالب الذي غاب ليفوز... قصة لن تُنسى
في إحدى المدارس، كان هناك طالبٌ يُعرف بذكائه اللافت وأخلاقه العالية، حتى أصبح محبوبًا من جميع المعلمين والطلاب. كان دائمًا ما يحصل على المرتبة الأولى في المدرسة، لا تفوته أي واجب دراسي، ولا يتأخر عن أي حصة.
وذات يوم، أُعلن عن مسابقة كبرى تجمع بين طلاب المدارس على مستوى المنطقة، وطُلب من كل مدرسة ترشيح طالبٍ لتمثيلها في هذه المنافسة. اجتمع المعلمون في تلك المدرسة لمناقشة الأمر، ولم يترددوا في اختيار ذلك الطالب الذكي لتمثيلهم، فكان هو الأجدر والأكثر كفاءة.
أعلنوا أن موعد المنافسة سيكون بعد انتهاء الامتحانات، وكان الطالب متحمسًا بشدة. لكن مع اقتراب موعد الامتحانات، حدث أمر غريب: بدأ الطالب في التغيب عن المدرسة!
تفاجأ المعلمون بغيابه، فهو ليس من النوع الذي يتغيب دون سبب. أبلغوا المدير الذي غضب بشدة وقال:"لقد رفعنا اسمه للمنافسة، ماذا سنقول الآن؟ لا بد أن يكون حاضرًا وإلا سنكون أضحوكة أمام الجميع!"
بدأ الجميع في البحث عنه، لكن دون جدوى. لا أحد يعرف عنه شيئًا... حتى جاء اليوم الذي ذهب فيه أحد المعلمين، وهو نفس من رشحه للمسابقة، إلى مغسلة السيارات لتنظيف سيارته.
وبينما كان ينتظر، لمح شابًا يعمل هناك بكل نشاط، يحمل دلو الماء، وينظف السيارات بإتقان. كان وجهه مألوفًا! اقترب المعلم أكثر، ليتفاجأ بأنه نفس الطالب!
اقترب منه وقال:
"أنت؟! ماذا تفعل هنا؟ لماذا لم تأتِ إلى المدرسة؟ لقد بحثنا عنك في كل مكان!"
رد الطالب بحزن:
"أستاذي... بعد وفاة والدي، لم يكن هناك من يعيلنا. اضطررت للعمل هنا لأساعد والدتي وأخوتي. كان حلمي أن أواصل تعليمي، لكنني لم أستطع الجمع بين الدراسة والعمل."
تأثر المعلم بشدة وقال:
"لن نتركك وحدك. سنساعدك. أنت تستحق أن تكمل الطريق."
وبالفعل، عاد المعلم إلى المدرسة وأخبر الجميع بما حدث. تحرك المعلمون والإدارة والطلاب، وجمعوا تبرعات لدعمه، ووفّروا له كل ما يحتاجه ليستكمل تعليمه. عاد الطالب إلى الدراسة بكل عزم، وتم تدريبه استعدادًا للمسابقة.
وفي يوم المنافسة، وقف الطالب بكل فخر، وأبهر الجميع بعقله وثقته، وفاز بالمركز الأول. لم يكن فوزه مجرد انتصار دراسي، بل كان انتصارًا على الظروف، ودليلاً على أن من يؤمن بحلمه لا يُهزم.
ومنذ ذلك اليوم، أصبحت قصته تُروى لكل الأجيال، لتكون مصدر إلهام لكل من يواجه صعوبة في طريقه نحو النجاح.
تعليقات
إرسال تعليق