إختفي لمدة شهر


 الفصل الأول: الإشعار الأخير

في زاوية غرفته الضيقة، جلس آدم، شاب في الخامسة والعشرين من عمره، يتنقل بين التطبيقات كالعادة، إصبعه يمرر دون وعي، عيناه تتابعان صورًا وأخبارًا لا تعني له شيئًا، لكنه عاجز عن التوقف.

صوت هاتفه ينبّهه بإشعار جديد:

"أسبوعك على الشاشة: 67 ساعة."

يتنهّد. "أين ضاعت أيامي؟"

ذلك اليوم، وبينما يبحث عن وسيلة للخروج من دوامة الملل والإدمان الرقمي، ظهرت له إعلانات غريبة تحمل نفس العبارة:

"اختفِ لمدة شهر… توقف عن التصفح… نَزِّل KitUp… استخدمه 15 دقيقة في اليوم… كن الشخص الأكثر إثارة للاهتمام."

الفصل الثاني: التحدي

آدم، بدافع الفضول واليأس، حمل التطبيق. كانت واجهته بسيطة جدًا:

– هل أنت مستعد للاختفاء؟

ضغط على "نعم".

في اللحظة التالية، تم قفل كل تطبيقات التواصل في هاتفه تلقائيًا، ولم يتبقَ سوى KitUp.

في اليوم الأول، طلب منه التطبيق الجلوس في صمت 15 دقيقة.

في اليوم الثاني، كتابة صفحة من يومياته.

في اليوم الثالث، قراءة فصل من كتاب.

ثم التأمل، ثم رياضة خفيفة، ثم تحديات عقلية... كل يوم كان مختلفًا، ولكن لا شيء يتعدى 15 دقيقة.

الفصل الثالث: التحوّل

بعد أسبوع، بدأ آدم يلاحظ التغيّر. أصبح ذهنه أكثر صفاءً، وبدأ يتذكر أحلامه القديمة.

في اليوم العاشر، كتب قصة قصيرة.

في اليوم الخامس عشر، بدأ في تعلّم مهارة جديدة: الرسم.

في اليوم العشرين، أرسل رسالة إلى والده الذي لم يتحدث معه منذ سنوات.

وفي اليوم الثلاثين، نظر في المرآة، فوجد شخصًا جديدًا. هادئ، مثقف، ممتلئ بالحياة.

الفصل الرابع: العودة

انتهى التحدي. وعادت كل التطبيقات للعمل. لكن آدم لم يعد كما كان.

اختار ألا يعيد تثبيت "تيك توك"، ولا "إنستغرام".

أنشأ حسابًا جديدًا، ليس لعرض يومياته الفارغة، بل لنشر قصصه ورسوماته.

وسمّى أول منشور: "اختفيت لمدة شهر… ووجدت نفسي."

خاتمة:

القصة يمكن تطويرها ككتاب تحفيزي، أو سلسلة دروس مستوحاة من التحدي اليومي.

ويمكن أن تكون دعوة مفتوحة لكل من يشعر بأنه ضائع في عالم السرعة والضجيج:

خذ استراحة. اختفِ. واكتشف من أنت.


تعليقات

المشاركات الشائعة